فشل جدة السنوي, سكر مصر المالح, ورشاوى العالم- مرارة الواقع

الأيام تمضي والوجوه تتغير، المناصب تتبدل، وحتى أسماء الوزارات تشهد تحولات، إلا أن أمانة جدة راسخة كثبات الجبال على موقفها، محافظة بكل إخلاص على تقاليدها السنوية "المباركة" التي تتجلى في الفشل الذريع المتكرر، هذا الفشل الذي يطل برأسه مع أولى قطرات الأمطار الموسمية. لقد بلغت إسهاماتها "القيمة" في هذا الموسم الأخير ذروتها، حيث غرقت ستة أنفاق دفعة واحدة مع أول رشة مطر خفيفة على المدينة.

أجدني أتساءل، كيف سيكون حال أمانة جدة في عصر تحقيق رؤية 2030 الطموحة؟ أتصورها وهي تطفو بصعوبة بالغة فوق سيارة عتيقة، بينما موظفوها الميامين يرفعون بأيديهم أوراق خطة جديدة، خطة "جهنمية" للشفط السريع للمياه المتراكمة!.



تعيش مصر أمّ الدنيا منذ عدة أشهر أزمة حادة في توفير السكر، مما يعني أن المحروسة تمر بأيام عصيبة ومؤلمة. وكما هو الحال في كل أزمة، يظهر المحتالون واللصوص ومنتهزو الفرص، فقد تفنن البعض في ابتكار طرق مبتكرة لغش السكر، حيث يقومون بخلطه بكميات كبيرة من الملح. وقد داهمت السلطات بالفعل معملاً لتعبئة السكر، وذلك بعد تلقي شكاوى عديدة من المواطنين بسبب ملوحة السكر، وثبت بالفعل أن صاحب المعمل كان يقوم بخلط السكر بالملح. كما تم إلقاء القبض على سائق استغل حاجة الناس وقام بالنصب عليهم ببيع أكياس سكر تبين فيما بعد أنها مملوءة بالملح الخالص.

إن فصل الملح عن السكر مهمة عسيرة وشاقة للغاية، هذا الخليط يصعب إصلاحه وتقويمه، وهو موجود بصور وأشكال مختلفة حتى في البلدان التي لا تعاني من أزمة في السكر. كثيراً ما نقدم على خطوة كبيرة أو مشروع ضخم ونظن أننا بذلنا فيه من الجهد والعطاء ما يكفي، وأننا وضعنا فيه ما يكفي من السكر كي يكون بالحلاوة والطعم المأمول، لكننا نتجاهل حقيقة مرة وهي أننا خلطناه بكمية لا يستهان بها من الملح. والملح بقدرته الهائلة يتمكن دائماً من إخفاء طعم حبات السكر الضائعة والتائهة!.



نشرت جريدة «الوطن» الموقرة نتائج دراسات عالمية مدهشة قدرت حجم الرشاوى التي تتم على مستوى العالم بترليون ونصف الترليون دولار! هذا المبلغ الهائل يمثل بند الرشاوى العالمي فقط، دون احتساب بند الاختلاسات والسرقات والنهب المنظم. ومع كل هذا الفساد المستشري، فإن العالم لا يزال يعج بالأشخاص الذين يتحدثون عن الشرف والفضيلة بأصوات جهورية وعالية!.



خالص التهاني والتبريكات لأعضاء مجلس الشورى الموقرين، ونأمل هذه المرة أن يخيبوا توقعاتنا السلبية وأن يكونوا على قدر تطلعات وآمال الناس، بعد سلسلة طويلة من التجارب المريرة التي كان فيها الملح غالباً أكثر بكثير من السكر!.



احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بعيدها الوطني المجيد بحضور خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم، كما رفعت أعلام الأشقاء في العاصمة الرياض في لفتة كريمة وإشارة واضحة إلى أننا شعب واحد يقطن في بلدين. نهنئ أشقاءنا الأعزاء في الإمارات، ونسأل الله العلي القدير أن يجمع أهلنا في الخليج على كلمة واحدة ورأي سديد.